سما
عدد المساهمات : 157 نقاط : 51634 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 19/05/2011
| موضوع: نبي الله شيث بن آدم الأحد مايو 22, 2011 2:55 am | |
| الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الطيّب الطاهر الأمين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين. أحبابنا الكرام، حديثنا اليوم إن شاء الله عن نبي الله شيث عليه السلام، وقد سماه أبوه شيثا أي هبةَ الله.هو نبيُ الله شيثٌ بنُ سيدنا ءادم عليهما الصلاة والسلام من صُلبه، جعل الله تعالى شيئًا نبيًا بعد موت سيدنا ءادم عليه الصلاة والسلام، وأَنزل عليه خمسين صحيفة، روى أبو ذر الغِفاري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أُنزل على شيثٍ خمسون صحيفة" رواه ابن حبان. قام سيدنا شيث بالأمر بعد سيدنا ءادم عليه السلام وصار يدعو إلى طاعة الله وتطبيق شريعة الله، وقد كان الناس في زمانه على دين الإسلام يشهدون أن لا إله إلا الله شيثٌ رسول الله يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئًا، وأنزل الله عليه شرعًا جديدًا وهو تحريمُ زواج الأخ من أخته غيرِ التوأم بعد أن كان حلالاً في شرع ءادم. ولقد ذُكر أن ءادم عليه السلام مرض قبل موته أحدَ عشرَ يومًا، وكتب وصيته ثم دفع كتاب وصيته إلى شيث وأمرَه أن يخفيه عن ولده قابيل وولده، لأن قابيل كان حسودًا ولذلك قيل: إن شيثًا كان وصِيّ أبيه ءادم في مُخلّفيه. قيل: أقام سيدنا شيثٌ بمكة يحج ويعتمر إلى أن مات عن عمر تسعمائةٍ واثنتي عشرةَ سنة، وقيل إن شيثًا لما مرض أوصى إلى ابنه أنوش، وقيل دفن مع أبويه ءادم وحواءَ عليهما السلام في غار بأبي قبيس في مكة، ويقال إنه دفن بقرب مسجد الخيف بمنى. ويروى أنه إلى شيث يرجِع أنسابُ بني ءادم كلِهمُ اليوم، وذلك أن نسل سائر ولد ءادم غيرَ نسل شيث انقرضوا وبادوا لم يبق منهم أحدٌ، والله أعلم. وفي ختام هذه الحلقة يطيب لي أن أبيّن لكم وأذكرَكم أن دينَ الأنبياء واحدٌ وهو الإسلام وشرائعُهم مختلفة. قال الله تعالى: {كانَ النَّاسُ أمَّةً واحدةً فبعثَ اللهُ النَّبيِّنَ مُبَشِّرينَ ومُنذرينَ} [سورة البقرة] أي أن الناس كانوا كلُهم على دين واحد وهو الإسلامُ ثم اختلفوا فبعث الله النبيين، وروى الشيخانِ وأحمدُ وابنُ حبان وغيرُهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الأنبياءُ إخوةٌ لعلات دينُهم واحدٌ وأمهاتُهم شتى"، والمعنى أن الأنبياءَ كلَهم على دينٍ واحدٍ هو دينُ الإسلام فكلُهم دعَوا إلى عبادةِ الله وحدَه وعدمِ الإشراكِ بهِ شيئًا والتصديقِ بأنبيائه، ولكن شرائِعهم مختلفةٌ أي الأحكامُ، ومثال ذلك: أنه كان جائزًا في شرع ءادم أن يتزوج الأخ من أخته إن لم تكن توأمًا له لأن حواء رضي الله عنها ولدت أربعين بطنًا،كلُ مرة ذكرًا وأنثى وكان حرامًا عليه أن يتزوج الأخُ بأخته التي هي توأمةٌ له ثم نسخ الله تعالى هذا الحكمَ بعد موت ءادم وحرمَ زواج الأخِ بأختهِ إن كانت توأمةً له أو لم تكن. أيضًا كان مفروضًا في شرائعِ أنبياءِ بني إسرائيل كموسى صلاتان في اليوم والليلة، وفي شرعِ نبيِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم خمسُ صلوات. وكان جائزًا في شرع سيدِنا يعقوب عليه السلام أن يجمعَ الرجلُ في الزواج بين المرأةِ وأختِها وهو محرمٌ في شرع محمد صلى الله عليه وسلم، وكان جائزًا في الشرائع القديمة أن يسجد المسلمُ للمسلمِ للتحيةِ وهو محرمٌ في شرعنا، فقد صح أن معاذَ بنَ جبل لما قدِم من الشامِ سجدَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول: "ما هذا"؟ قال: يا رسول الله رأيتُ أهل الشام يسجدون لبطارقتهم وأساقفتِهم وأنت أولى بذلك قال: "لا تفعل، لو كنت ءامرُ أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأةَ أن تسجد لزوجها"، رواه ابنُ حبان وابنُ ماجه وغيرهما. ومما اتفقَ عليه المسلمون أن الأنبياء معصومون عن الكفر قبل النبوة وبعدَها، وكذلك كبائرِ الذنوبِ كالزنى وأكلِ الربا وغيرِ ذلك، وأما الذنوبُ الصغيرةُ فما كان من صغائر الخسة والدناءة فهم معصومون منها قبل النبوة وبعدَها. وأما الصغائر التي هي غيرُ صغائرِ الخسةِ فقد ذهب أكثرُ العلماءِ ومنهم الإمامُ أبو الحسن الأشعريُ رضي الله عنه إلى أنه تجوزُ في حقهم كالمعصية التي حصلت من ءادم عليه السلام قال تعالى: {وعصى ءادمُ ربَّهُ فغَوَى} [سورة طه]، ولكنهم يُنبَّهون فورًا فيتوبون قبل أن يقتديَ بهم فيها غيرهم، وهذا هو القولُ الصواب. وبهذا نكون انتهينا من الكلام عن نبي الله شيث وسيكون حديثنا في الحلقة المقبلة إن شاء الله عن نبي الله إدريس، فتابعونا وإلى اللقاء.
| |
|